نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم 
 من الشك إلى اليقين 

للدكتور فاضل السامرائي
الناشر: مكتبة القدس ببغداد


الكتاب يحوي العديد من المعاني العميقة، حيث عرج فيه الكاتب على ألوهية الله و قضية وجود الله و نشأة الكون و الخلق و الايجاد و هل لهذا الكون رب أنشأه و أوجده أم أن الصدفة هي من أوجدت الكون بكل هذا التناسق والدقة و ما أصدق من قال:" إن الذي خلق العين على علم بقوانين الضوء و ان الذي خلق الأذن على علم بنواميس الصوت" وكما يقول الادكتور جون كليفلاند : ... و على ذلك فان هذا العلم المادي لابدأن يكون مخلوقا، وهو منذ أن خلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان".
و مما يذكر الدكتور أن مسألة وجود الله كانت من بين المسائل التي تقض مضجعه و تشغل بحثه و تفكيره الى أن اطمئن قلبه و ركن أن هذا الخلق لابد له من موجد عليم قدير حكيم و كنتيجة لهذا البحث المبارك كان كتاب نداء الروح لمن يريد أن يقرأ أكثر في قضية الوجود و الخلق ، و ما لبث بعد ان اطمئن قلبه الى أن راوده الشك مرة ثانية لكن هذه الأخيرة في مدى صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم فكان مبحث كتابه هذا الذي بين أيدينا حيث مهد لضرورة اقامة تشريع ينظم الكون و الانسان بعد الخلق ، اذ أن الله لم يخلقنا ليتركنا سدى و صدق الله حيث قال : "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم الينا لا ترجعون " فكانت سنة الله أن يبعث رسلا الى خلقه يعرفونهم به
و الجميل في طرح الدكتور أنه يركن الى الدليل العقلي فيخاطب عقل القارئ لا عاطفته. ثم يبدأ بسرد الدلائل من كتاب الله و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ثم من كتب الأولين على أن محمد رسول الله حقا بعثه بدين الحق، و هو في ذلك كله يعلق بلمسات بيانية في كتاب الله و أياته و مقتطفات بلاغية بأسلوب سلس تسهل متابعته 
و قبل قراءتي لهذا البحث الطيب كان يراودني سؤال دائما ماذا لو كنت قد نشأت في بيئة متدينة بديانة غير الاسلام كانت مسيحية أو يهودية، كيف لي أن أقتنع أن الاسلام هو الدين عند الله و أنه الدين حقا، هل كنت لأختار الاسلام و أحول ديني ، حتى وجدت الاجابة في الكتاب لما ذكر الأدلة على نبوة محمد صلى الله عليه و سلم من التوراة و الانجيل، اذ أن المستقرئ لتلك النصوص يفاجئ بغيبيات أنبأ الله عنها من بعثة نبي اسمه أحمد هو خاتم النبيين و يذكر صفته هي هي كما نعرفها و يذكر تفاصيل أخرى كتغيير وجهة القبلة من بيت المقدس الى بيت الله الحرام و يذكر تفاصيل الحج و الهدي و تفاصيل الغزوات و الشفاعة و تفاصيل أخرى تقتضي أن المتبع للمسيح حقا لابد له أن يتبعه لما قال ( و مبشرا برسول من بعدي يأتي اسمه أحمد )