من هو دمبى ؟ 
( رجل غنى , متزوج . وكان يحلم بأن يرزقه الله بولد .. ولكن لسؤء حظه فالرجل يرزق بفتاة جميلة " فلورنس " , ولكن لاسف تعلقه كالطفل فى رغبته بطفل وليس طفلة , تعمى عينه عن الجوهرة التى رزق بها ولم يراها .. فيرفض حب فلورنس , ويدفعها بعيدا عنه لا شعورياً . بينما تحاول الفتاة أن تتقرب منه , ولكن لا حياة يا من تنادى ) . 

تبدا القصة بمشهد درامى , حيث تستلقى الأم من شدة تعب الحمل الثانى , حيث ولدت أخيرا طفل أو ولد لدمبى . وقد فرح الأب , الى درجة أنسته قسوته لأول مرة , فيدلع مراته ويناديه بــ يا عزيزتى ... 
وفى نفس اللحظة , يبلغه الطبيب بأن حالة " الأم " خطرة جدا , وعليها أن تبذل جهداً حتى تتحسن صحتها , وألا تتطورت الأمور الى الأسوء . 

وتصعد " فلورنس " لمشاهدة أمها , ولترى " بول الصغير " : لتجد أمها متعبة جدا – وتركض فى أتجاهها وهى تصيح ( أمى : أمى ) بدمعة على العين , وترتمى فى حضانها , وتعانقها بشدة ... لينتهى المشهد , وتنتهى معه مسز دمبى . 

ثم تبدأ الرواية فى الأندفاع, فقد حصل اخيرا دمبى على خليفته .. فيستمر أهتمامه ببول الصغير , بينما يتجاهل " فلورنس " التى حبها الله ذاته , بقوة تحمل لا تعرف من أين أتت بها . حتى وأن أهتم أبوها بأخوها ( بول ) عنها , وأعطى كل حبه له . ألا أنها هى أيضا لم تستطع أن تكره بول , بل على العكس – كان تحبه وكأنه أبنها لا أخوها . وكان أخواها أحيانا يرفض الصعود الى غرفة نومه , ألا أذا حملته فلورنس وغنت له بصوتها العذب . وهو يطوقها بذراعيه , مرتميا فى حضانها . 

ويتجلى وصف ديكنز , لبول فى فقده لأم الثانية – المربية مسز ريتشارذ – بسبب أهمالها , فى فقدان فلورنس . مما كاد أن يضيعها الى الأبد . ليضع فى قلب الطفل الصغير , فراغ جديد فى قلبه الصغير الذى يعانى من وحدة كبيرة بعد ضياع أمه . ( كانت تعلو على وجه الكأبة والتعاسة , وكأنه ولد فى فقر مدقع . كانت لحظات سرحانه أثناء جلوسه أمام النار للتدفئة , لا تتناسب مع سنة الصغير جدا . ) . هكذا لاحظ أبوه " مستر دمبى " . 

تكتمل روعة القصة , فى أندفاع قوى , عندما يموت بول بسبب ضعفه الجسمى الذى ولد به .. وتعلو الكأبة على دمبى , ويفكر للخروج من الأزمة بالزواج مرة أخرى .

وفى كل هذا , تحاول فلورنس التقرب منه لمواساته فى موت أبنه وأخوها .. لكن الصخور قاسية أحيانا , تحتاج الى مجهود أكبر لتتفت .

وتتوالى أحداث الرواية فى ( أندافعات و تتدافعات ) تكون أحيانا ( منحنيات طبيعية , وأحيانا شديدة الأنحدار ) .. لتنتهى قصة دمبى بأدراك الجوهرة التى كانت أمامه طوال الوقت , ولم ترها عينيه العمياء ! . يلا غبائى , لم أدرك هذه الجوهرة التى كانت أيام وليالى وسنين أمامى . 

لكن ليشكر الرب , فقد أدرك هذه الحقيقة وهو يمشى على قدميه – على فراش الأنتقال للحياة الأخرى .. وسوف يستطيع أن يعوض ما ضيعه مع فلورنس الكبيرة – مع فلورنس الحفيدة , حتى يستكمل مع الصغير مع أضاعه وبدده مع الكبير .