نبذة الناشر
في هذا الكتاب تحكي الروائية الأفغانية (مرال معروف) قصة زيارتها لمعسكر الأرامل في (ناصر باغ) في باكستان، حيث لا يعيش في هذا المعسكر إلا النساء والفتيات، ومعهن أولادهن الذين لا يتجاوز عمرهم الثانية عشرة أو الثالثة عشرة. كما يعيش فيه أيضاً النساء والأطفال الذين فقدوا أهليهم. ومع هؤلاء تعيش أمهات وزوجات الشهداء، لا حول لهن ولا قوة. ولا ملجأ لهنّ سوى الله العلي العظيم، كذلك أولئك اللاتي لم يبق لهن أحد في الدنيا
"
"ألا يمكن أن تأخذني يا عبد الغفار إلى معسكر الأرامل؟ فأنا أريد أن أكتب قصة الهجرة إليه. أمعسكر الأرمل تقولين؟! أنا لا أقول أنهم يمنعون الرجال فقد من الدخول؟ وإنما يمنعون أيضاً دخول النساء الغريبات... أصابني الضيق حقاً، ذلك لأني كنت أتوق إلى رؤيتهن عن قرب. رؤية أولئك المسكينات اللاتي يعشن في معسكر الأرامل. وكانت تعتمل في نفسي تساؤلات كثيرة أطرحها على كل من حولي، تدور كلها حول هذا المعسكر. وبالضرورة، كانت أمي تدرك رغبتي في زيارته؛ ألم أقل أنني كنت أتوق، وبدرجة كبيرة، أن أذهب إلى هناك، وألتقي بمن يعشن فيه. كنت مشتاقة إلى التعرف على أمهات شهدائنا وزوجاتهم العفيفات، وأطفالهم الأبرياء المساكين، الأيتام الذين يفتقدون عائليهم.. كيف هاجروا؟ ولماذا تركوا قراهم؟ وكيف دمرت القنابل مُدنَهم؟ أو بمعنى أصحّ، كنت أرغب في معرفة كل شيء عنهم، كبر هذا الشيء أو صغر. ترى كيف استشهد أقاربهم؟ هؤلاء الذين أحبوهم حبهم لأرواحهن. وكيف لقي الأخ، والأخت، والزوج، والطفل، والعم، والأم، كيف لقوا حتفهم شهداء في سبيل الله؟ وكيف ظلم هؤلاء؟ وكيف عذبوا..".
هذا ما ترويه الروائية الأفغانية "مرال معروف" في المذكرات التي دوّنتها خلال رحلتها إلى "معسكر الأرامل"، في هذه المذكرات حاولت تصوير الواقع؛ حاولت رسم معالم الإذلال والفقر الذي يعيشه سكان هذا المعسكر، الذي حددت نوعيتهم بالعرق الأنسوي فقط والأطفال ما دون الثالثة عشر، أما الرجال فلا مكان لهم سوى الغبور أو ساحات المعارك. "
0 تعليقات