بطريقة أشبه بحكايات الأساطير التي رواها لنا الأجداد حاكت لنا شيرين هنائي ملاعيبها في الكتابة لتفرز من وجهة نظري أفضل عمل روائي لها
مع كل رواية جديدة قرأتها لشيرين هنائي كنت أظن انني قد وقفت على العمل الأفضل لتخيب ظني بعدها وتلوّح لي من بعيد وتقول: ها أنا ذا ما زال بجعبتي الكثير وانت بعد لم تقرأ أفضل ما كتبت، فمن بعد صندوق الدمى أتت طغراء ومن بعدها العظيمة أسفار النهايات ثم تأتي ملاعيب الظل لتجعلني أشهق من الروعة
منذ فترة بسيطة كنت أنبذ الكتابة النسائية العربية إجمالاً عدا الراحلة الرائعة رضوى عاشور لإنحصارها في موضعات بعينها تتمحور حول نذالة الرجل وخسته، ولكن شيرين هنائي غيرت هذا المفهوم تماما وأتت على ما لم يقدر الكثيرين الاتيان به
ملاعيب الظل نسجت عالماً متفرد رائع عشت به وتلبستني روحه حتى ظننتني أخوض مع البطل كفر الحنت وواحة السباع مروراً بالفلاة، عرفت كل شئ عن البطل وحجب عني الاسم فصرت أنا البطل حتى ولو لم أكن
اختيار الكاتبة لأسماء الشخصيات رائع، وصف الأماكن مسرح الحدث مدهش، غلاف الرواية كان مرجعاً للتفاصيل لو أردت توضيحاً أكثر
اللغة هي الأروع وهي البطل الحقيقي لهذا العمل، كأنني أجلس أمام راوٍ ينشد علي سيرة علي الزيبق أو ابو زيد الهلالي، نجحت الكاتبه تماماً في نسج الاسطورة بلغة الأساطير
الرواية مليئة بالرمزية والتساؤلات الفلسفية وهي السمة التي لم تتخلى عنها شيرين هنائي ولكنها كانت طيعة في العمل، لم تقحمها الكاتبة لتعطي عمقاً زائفاً لعملها، ولم تسطحها فنغفل عن المعنى
انتظر بكل الشغف والحب رواية أخرى للكاتبه على يقين أنها بعد لم تقدم كل ما لديها وما زال بجعبتها الكثير من الابداع
أتعلم منها الكثير وأعتقد أن هذه الرواية وجبة دسمة بالفعل واستفدت منها على قدر المتعة التي عايشتها
الريفيو بقلم / أحمد أبو ريا - جودريدرز
0 تعليقات